طافت سيارات الشرطة والاسعاف شوارع مدينة العمارة العراقية اليوم الاربعاء واستخدمت مكبرات الصوت لدعوة السكان في المدينة الجنوبية لاعدام طيورهم في ظل مخاوف من أن مرض انفلونزا الطيور ينتشر في العراق.
وكان يعتقد في باديء الامر أن فيروس انفلونزا الطيور الذي
تسبب بالفعل في وفاة مراهقة عراقية كان مقصورا على قرية الفتاة في اقليم كردستان الشمالي الذي يتمتع الى حد بعيد بالحكم الذاتي.
لكن منظمة الصحة العالمية قالت أمس الثلاثاء ان وزارة
الصحة العراقية ابلغت عن حالة بشرية جديدة يشتبه أن الوفاة
فيها ترجع الى الاصابة بالمرض في مدينة العمارة الجنوبية.
وقال محافظ ميسان لرويترز ان الضحية هو بائع حمام في
الرابعة والعشرين من عمره من العمارة توفي يوم الاحد. وذكرت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق أن مسؤولين عراقيين قالوا ان المتوفي صبي عمره 13 عاما.
وأضاف المحافظ عادل مهودر ان المساجد تستخدم أيضا الى جانب سيارات الشرطة والاسعاف لبث التحذيرات بضرورة اعدام الطيور.
ويصاب البشر بالمرض عن طريق الاختلاط المباشر بدواجن مصابة او حاملة للفيروس. ويمكن أن تمثل عمليات اعدام الطيور دون اشراف خطرا في حد ذاتها بعد أن حددت منظمة الصحة العالمية ذبح الطيور المصابة كأحد المصادر المحتملة للعدوى بالمرض.
وقال حسين موسى 28 عاما وهو أحد السكان لرويترز نحن خائفون وقلقون. ننتظر المساعدة من الخارج.
وعزا ساكن اخر ويدعى خضر جاسم محمد 33 عاما انتشار الفيروس الى منطقة الاهوار المحيطة بالعمارة حيث توجد الكثير من برك المياه المناسبة للطيور المهاجرة.
وألقيت مسؤولية انتشار المرض غربا من اسيا على الطيور
المهاجرة. وقال وزير الصحة العراقي في وقت سابق هذا الاسبوع انه رغم ثقته في أن العراق يتخذ جميع الاجراءات الضرورية لمحاربة أي تفش لانفلونزا الطيور فانه لا يملك أي خطوط دفاعية ضد الطيور المهاجرة.
وأوفدت منظمة الصحة العالمية فريقا من خبرائها الى العراق
لمساعدة المسؤولين المحليين لكن هناك مخاوف من أن يؤدي العنف والدمار الذي لحق بالبنية الاساسية الى جعل احتواء المرض في العراق أمرا أكثر صعوبة مقارنة مع دول مثل تركيا المجاورة.
وقتلت انفلونزا الطيور أربعة أطفال في تركيا الشهر الماضي
لكن يبدو أنه امكن السيطرة على المرض.
وقتلت انفلونزا الطيور 88 شخصا على الاقل في جميع أنحاء
العالم منذ ظهورها مرة أخرى في أواخر عام 2003. وهناك مخاوف من احتمال تحور الفيروس ليتخذ شكلا يسهل انتقاله بين البشر مما قد يؤدي الى وباء عالمي يحصد أرواح ملايين الاشخاص.
وقال عبد الله عيسى حامد مدير مديرية الخدمات البيطرية في
محافظة ميسان ان فحوصا أجريت على حمام كان يملكه المتوفي أكدت اصابتها بسلالة اتش5.ان1 من الفيروس.
وكان بائع الحمام الذي قال مسؤولون ان اسمه مهند راضي
يعيش في منزل مع خمسة أشقاء وثمانية شقيقات. ولم يتضح بعد ان كانوا خضعوا لفحوص للكشف عن الفيروس.
والحالة المؤكدة في العراق حتى الان هي المراهقة العراقية التي لاقت حتفها في الشمال الشهر الماضي. وتوفي أيضا قريب لها كان يعيش في المنطقة ذاتها وتجرى فحوص لتحديد ان كان أصيب بالفيروس المسبب للمرض.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية ماريا تشينج
لرويترز في جنيف أمس الثلاثاء دون الخوض في تفاصيل هناك حالة مؤكدة وهي الفتاة وثلاث وفيات مشتبه بها يجري التحقق منها وتشمل قريبها الفتاة وصبي في الجنوب وحالة أخرى.
واذا تأكدت وفاة بائع الحمام بانفلونزا الطيور فان هذا
سيبدد الامال بأن ظهور سلالة اتش5.ان1 القاتلة اقتصر على
منطقة صغيرة في الشمال.
وقال حامد ان عينة من المتوفى أخذت الى مختبر في القاهرة وانهم بانتظار النتائج.
(رويترز) .. ن ح