عمان ـ رسمي الجراح - توحي رسوم الفنان السوري خالد بركه التي تعرض حاليا في صالة معارض المركز الثقافي الفرنسي بان الفنان ينهمك في عملية تكفين لم ولن تنتهي في اشارة واضحة الى الانسان الضحية رقم واحد في كل الصراعات والكوارث وكيف اصبح يذهب الى النهاية رخيصا و بسهولة وبطرق كثيره.
ينوع الفنان بركه في لوحاته الاحدى و الاربعين بين الحجم الكبير والموتيفات الطولية والنوافذ المتلازمة او المتتاليات وجميعها تضم هيئات ادمية ملفوفة مكفنة او نسج حولها الظلام عتمه مخيفه حتى امسى الشكل مجرد خيال لا اكثر.
يحتل الشكل الادمي عند الفنان في فضاءة القاتم اتجاهات مختلفة فتارة تراه مسجى او مومياة متفسخة او وهم شبح في فضاء غامض او اخرين خلف اقنعة كل ذلك محاولة للاطلال من نافذة الحياة على ابواب عالم الموت الغامض العصي على البشر معرفة اسرار عوالمه.
تنقل اعمال الفنان بركة المتلقي الى فكرة التكفين وبداية تلك الرحلة السرية وتضع الاعمال المتلقي على جسر فاصل وفي المخيلة يستحضر الموت ومن جهة اخرى الحياة لكن جولة في المعرض تكفي لان يتعرف المتلقي الى رحلة الغموض المجهولة.
يكون الفنان تجسيماته الادمية في فضاء لوني شحيح ودونما تاثيث من عناصر اخرى فالذاهب من بوابة الموت الى عالم مجهول انما هو مجرد كائن كان، منزوع منه كل شى سوى جسد ملفوف حتى بطريقة تبعث على الخوف والارتعاد وكان الالهة لاتقبله الا على تلك الهيئة من هنا ابتعد الفنان عن التكفين اللوني والشكلاني ولجأ الى الخطوط وتقنيات التحزيز والتهشير والكشط ليقترب اكثر ومرة اخرى من المكان الجديد الذي سينتقل اليه ذلك الشكل ، فعمد الى الخطوط وبخامة الحبر يكفن الاشخاص.
يسعى بركه في تحنيطاته الخطوطية للشكل الى تحصيل ايقاع جنائزي وتعبير عن شي اصبح فاقدا قيمتة ومؤشرا على ان ما كان لم يعد الا مجرد شى مادي وما هي الا لحظات لان يدخل عوالم غريبة مجهولة الملامح من هنا كان الفنان زاهد باللون الا من اصفر واوكر باهت او اخضر نحاسي والوان تقترب من الوان العفن والطحالب وذلك مقصود ليقترب الفنان كثيرا من طقس الموت والتكفين.
الفنان بركه ولد في دمشق العام 1976 مجاز من كلية الفنون في جامعة دمشق اقام واشترك في عدد من المعارض الفردية والجماعية في الاردن وسوريا واوروبا.
