الناصرة - امال شحادة - يخوض اليمين الاسرائيلي المتطرف، بقيادة حزب «الاتحاد الوطني» وزعيمه افيغدور ليبرمان، معركة تسرع من تنفيذ المخطط الاسرائيلي باقتلاع فلسطينيي النقب، داخل الخط الاخضر، عن اراضيهم. وبذريعة ان «الدولة» لا تعترف بعشرات المدن الفلسطينية في النقب يطالب اليمين المتطرف بتنفيذ خطة اخلاء للسكان الفلسطينيين وهدم بيوتهم في اطار عملية منظمة ووفق جدول زمني، كما نفذت عملية الاخلاء في مستوطنة «عامونة».
وقام ليبرمان، امس، بمرافقة من هو معروف برئيس مجلس عومر، بيني بادش وثلة من اليمين المتطرف، بجولة في المناطق الفلسطينية في النقب للاطلاع، كما قالوا، على الكم الهائل من بيوت البدو المبنية بشكل غير قانوني على «ارض اسرائيل»، حسب تعبيرهم.
وتاتي هذه الزيارة الاستفزازية ضمن سلسلة خطوات سيقومون بها خلال الايام القديمة وفيها يساوون بين وضعية الفلسطينيين الذين يسكنون على اراضيهم قبل العام 48 والمستوطنين الذين اقاموا بؤرا استيطانية غير شرعية في الضفة الغربية واستولوا على عشرات الاف الدونمات للفلسطينيين ويدرجون في القائمة للبؤر التي التزمت الحكومة الاسرائيلية امام الادارة الامريكية على اخلائها.
ويسعى اليمين المتطرف الى تجنيد المستوطنين والمتطرفين لتنفيذ خطواتهم ضد بدو النقب الى حين قيام الحكومة بهدم بيوتهم. وكانت اولى خطواتهم بنصب لافتات عند مداخل القرى، في نفس يوم اخلاء مستوطنة «عامونة» وكتبوا عليها «بؤر غير قانونية ».
وان يحاول ليبرمان وحزبه اظهار الحكومة بتمييزها بين بدو النقب ومستوطني البؤر الاستيطانية غير القانونية، الا ان الخطة التي اعدتها الحكومة قبل ان يغيب المرض رئيسها، ارييل شارون، عن الساحة السياسية ويواصل بتنفيذها القائم باعماله، ايهود اولمرت، ونائبه شيمون بيريز، لا تختلف كثيرا عن خطة ليبرمان لكنها تنفذ بهدوء ووسط محاولات كسب تاييد واسع وتمويل دولي لها تحت عنوان «تطوير النقب»، فيما الحقيقة ان المخطط يسعى الى تهويد النقب وطرد سكانه الاصليين عن اراضيهم بعد تحضير بديل سكني لهم في منطقة بعيدة عن سكناهم لاستغلال اراضيهم والمناطق الشاسعة التي يملكونها قبل قيام اسرائيل، لمخططات استيطانية وسكنية وعمرانية تحول هذه المنطقة الى مركز اجتماعي اقتصادي سياحي، على حساب مستقبل الفلسطينيين وحقهم في الارض والسكن عليها.
