أميركا تستعد للخروج من أفغانستان - بقلم بهادرا كومار

تاريخ النشر : الخميس 12:00 2-2-2006
No Image

أعضاء الوفد الذي رافق نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني إلى كابول لحضور الحفل التدشيني للبرلمان الأفغاني المشكل حديثا كانوا على الأرجح أول أميركيين يعودون إلى واشنطن ولديهم انطباع بأن ثمة شيئا غريبا يحدث في أفغانستان وان الأمور ليست تماما كما تصورها التقارير الرسمية الدورية في الولايات المتحدة.
فلقد أظهر حراس القصر الرئاسي لحامد قرضاي فتورا لدى استقبال الزوار الأميركيين وجمعوهم في ركن واحد وقاموا بتفتيشهم جميعا نساء ورجالا قبل أن يسمحوا لهم بالدخول إلى القاعة التي كان ينتظر فيها قرضاي. وهؤلاء كانوا حراسا أفغانا مدربين ومجهزين من قبل الولايات المتحدة.
إن للافغان طرقا خاصة بهم، طوروها من خلال التجارب ومن الحياة في التضاريس القاسية، ليجعلوا العالم يدرك بأنهم منزعجون. وخاصة اذا فقدوا احترامهم لشخص ما. ومن المؤكد أن الاشخاص المحيطين بحامد قرضاي مغتاظين ومتوترين جدا من فكرة ان الاميركيين قد يعلنون قريبا عن احراز «النصر» في «الحرب على الارهاب» في أفغانستان ومن الانصراف الى شؤون أخرى.
هناك جو من الامتعاض يسود كابول. والحقيقة أن جذور المشكلة الافغانية اليوم تكمن في استبعاد طالبان عن عملية السلام في بون في كانون اول 2001 فالقوى الاقليمية المنتصرة أرادت الانتقام من طالبان عن كل الخزي الذي تحملوه خلال فترة حكم طالبان من 1996 إلى 2001 وبالنسبة للولايات المتحدة، فهي كانت بحاجة لعدو بعد 11 أيلول 2001 وطالبان «النازيون الافغان» قدموا أنفسهم كعدو مثالي.
في الأربع سنوات التي مضت منذ ذلك الحين، بات واضحا، بأنه لن يكون هناك سلام الا عبر قناة حوار افغاني داخلي حقيقي يتضمن طالبان. فلقد فشل قرضاي في هندسة أية انشقاقات ذات شأن عن طالبان، ولم يستطع حتى ترسيخ تقوية دعم البشتون له.
ولذلك فإن المؤتمر الدولي الذي سينعقد في لندن هذا الشهر ربما ينتهي أيضا كعلامة غير ذات صلة على هوامش المأساة الأفغانية ما لم يتم أولا معالجة القضية الجوهرية المتمثلة في ضرورة التوصل إلى تصالح سياسي أفغاني مستدام. ولا تزال أفاق الفرص مفتوحة لبدء حوار أفغاني داخلي.
ومن المنظور الأميركي قد يبدو هذا الأمر نقطة مفتوحة للنقاش لأنه تم الآن اعتصار الفوائد السياسية القصوى من الحرب على الإرهاب في أفغانستان. والرئيس بوش يدين بفترته الرئاسية الثانية إلى حد كبير إلى الحرب الأفغانية. فلقد تم التطبيل والتزمير لانتصار قرضاي الانتخابي الذي رتب على عجلة عشية الانتخابات الأميركية أمام الناخبين البسطاء في الولايات المتحدة باعتباره نصرا للسياسة الخارجية جعل أميركا أكثر أمانا من «الإرهاب».
ولذلك فمن وجهة نظر واشنطن، لم تعد هناك عائدات كبيرة، مرجوة من أفغانستان. ومن المنطقي إن الأمر الأكثر حكمة بالنسبة لواشنطن الآن هو إعلان «النصر» والانسحاب من الواجبات العسكرية الفعلية في جبال هندوكوش فالوضع الميداني على الأرض في أفغانستان آخذ بالتفاقم. وطالبان ينشرون وجودهم بشكل تزايد في البلد. ولا جدوى من المواربة في الحديث عن «قوة» طالبان.
وربما لا تستطيع طالبان الاستيلاء على السلطة في كابول، لكنهم يتجهون بشكل متزايد إلى وضع يسمح لهم بخلق اضطرابات وفوضى شديدة كفيلة بجعل حكم البلد أمرا مستحيلا، فالعائدات الكبيرة من تجارة المخدرات جعلت المقاومة الافغانية قادرة على تمويل نفسها بنفسها. وتكتيكات طالبان تثبت نجاحها يوما بعد يوم.
لكن لحسن حظ الولايات المتحدة، فان هناك استراتيجية خروج في متناول اليد في أفغانستان، بخلاف الوضع في العراق. حيث سيتم تسليم هراوة الشرطي إلى الناتو. والولايات المتحدة تعتمد على «الأوروبيين الجدد» التواقين لاثبات هويتهم الأوروبية، وعلى الفرق الأنغلوسكسونية في الناتو للتناوب على الواجبات في أفغانستان.
ويميل الأوروبيون الجدد في حماسهم إلى رؤية مهامهم الوشيكة في أفغانستان من زاوية يمكن مقارنتها بمهام حفظ السلام في البوسنة. فالبعض عرض على قرضاي مدرعات ثقيلة من أيام حلف وارسو كـ «مساعدات عسكرية» لمواجهة عناصر طالبان.
ويواجه حلف الناتو الآن معضلة وجودية حقيقية. فأوروبا القديمة حذرة جدا من إنه إذا قاد الناتو «الحرب على الإرهاب» في أفغانستان، فإنه إما سيحقق نجاحا مبهرا أو سيصاب بجراح قاتلة.
وفي هذه الأثناء ستراقب القوى الإقليمية ما يجري عن كثب، ومن بين البلدان المجاورة لأفغانستان، لا يوجد أي بلد، عدا طاجيكستان لديه أية علاقات رسمية مع الناتو، فإيران وأوزبكستان لا تكنان مشاعر ودية للناتو، والرأي العام في باكستان يعادي أي شكل من أشكال الوجود الغربي. ولقد أعفت الحكومة الباكستانية الناتو من أعمال الإغاثة وإعادة التأهيل في المناطق التي ضربها الزلزال المدمر في كشمير نظرا لهذه الاعتبارات. كما أن طالبان تنظر إلى الناتو كقوة احتلال.
وبتقليص الدور الأميركي، ربما تشعر القوى الإقليمية إنها مضطرة لتوسيع انخراطها في أفغانستان، ما لم توافق الدول الأعضاء في الناتو على الاحتفاظ بمستوى كبير من تواجد الجنود في أفغانستان ـ يصل إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف الوجود الحالي. وفي ديسمبر الماضي أجاز الناتو خطة لزيادة حجم قوة حفظ السلام في أفغانستان بواقع 6000 جندي، ليصل إجمالي أعداد قواته هناك إلى 15 ألفا، وفي الوقت نفسه، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقلص وجودها بواقع 2500 جندي من أصل 000,19 جندي منتشرين حاليا.
وفي الماضي، كلما كان يظهر فراغ في القوة «أو إذا اعتقد البعض أن هناك قوى خارجية تسعى للحصول على مزايا أحادية» كانت القوى الإقليمية ترعى جماعات أفغانية بديلة لحماية مصالحها، وإذا حدث هذا مجددا، فلن يمضي وقت طويل حتى تجد قوات الناتو نفسها عالقة بين نيران جماعات أفغانية متعادية تحظى بدعم خارجي. والعبرة هنا أن البوسنة ليست مثالا يقاس عليه، لأنها حالة فريدة.
وإضافة إلى ذلك، فإن الناتو يعتمد على حسن نوايا كل من كازاخستان، قرغيزستان وطاجيكستان في الحفاظ على خطوط الإمداد لقواته في أفغانستان. لكن هذا يعتمد على تخلي واشنطن عن أجندتها لتغيير الأنظمة في الجمهوريات السوفييتية السابقة في آسيا الوسطى. وعلى المناخ العام للعلاقات الروسية الأميركية وأيضا على المعادلات الثلاثية التي تدخل فيها واشنطن وموسكو وبكين.
وبطبيعة الحال فإن مثلث الناتو ـ طالبان فيه ضلع أفغاني، والسلام البارد الذي تم التوصل إليه في مؤتمر بون استبعد أيضا قوى عديدة أخرى غير طالبانية من الساحة السياسية الأفغانية. وتم ضم بعض تلك القوى في مراحل لاحقة، لكن قوى كثيرة أخرى تشعر بأنها سلبت حصتها من أرباح السلاح.
وزعيم ما كان يعرف بتحالف الشمال، برهان الدين رباني، أبدى في بادئ الأمر ردة فعل قاسية للوجود الأميركي في أفغانستان، وعندما أرغم على ترك منصب الرئاسة وإفساح المجال لقرضاي، عبر عن أمله بألا تضطر الأمة الأفغانية ذات الكبرياء مرة أخرى لتحمل إذلال تلقي أوامرها من الأجانب. وخلال التحضير للانتخابات الرئاسية في اكتوبر 2004 استطاع الوكلاء الأميركيون تليين مواقف رباني وإرغامه على عقد هدنة مع قرضاي في حيلة سياسية ماكرة لضمان فوز قرضاي في الانتخابات.
لكن رباني لعب دورا حاسما الشهر الماضي في الفوز المقلق ليونس قانوني بمنصب رئيس البرلمان. وبزغ نجمه بعد ذلك كمسار قوة بين قرضاي وقانوني. وهناك أمور كثيرة تتوقف على الكيفية التي فيها ينوي رباني توظيف نفوذه الجديد.
ويعتبر رباني الزعيم الديني الأرفع مقاما في أفغانستان اليوم. وهو يتمتع بشبكة علاقات واسعة في البلد وعلاقات ودية مع باكستان وإيران، اللتين تعتبران لاعبين أساسيين في باكستان. ومن دعمهما لما استطاعت أميركا حتى التفكير في التدخل عسكريا في أفغانستان. لكن لهذين البلدين أسبابا تجعلهما تشعران بالمرارة، لأنهما دفعتا أثمانا باهظة للوجود الأميركي في المنطقة.
فنتيجة للحرب الأفغانية، تأثر الاستقرار الداخلي الباكستاني بشكل خطر، وربما على نحو لا يمكن تداركه. وواشنطن على طريق حرب مع طهران اليوم، ولقد ادعى الإيرانيون أن عددا من جنودهم على الحدود مع باكستان اختطفوا أخيرا في عملية أميركية سرية. هل تقوم واشنطن بتغذية نيران المشاعر القومية للبلوش في باكستان بهدف إشعال منطقة بلوشستان المجاورة لإيران؟
وفي المناخ الإجمالي للعنف والفوضى، لم تعد هناك جدوى من محاولة رسم خطوط فاصلة بين التحالفات السياسية والأيديولوجيات، أو بين الأطراف الطالبانية وغير الطالبانية. وفي حالة الفوضى العارمة التي يبدو أن طالبان تستعد لإشعالها، يمكن للمعادلات السائدة الآن أن تنقلب بين ليلة وضحاها. وربما تبدو الأمور هادئة على السطح، لكن التيارات التي تجري تحته قد تكون خطيرة للغاية. إن حسابات القوة التي أوجدتها واشنطن بالحيلة في كابول منفصلة عن واقع الحال على الأرض الأفغانية ولن تدوم ما لم تبق مدعومة بوجود عسكري أميركي لسنوات عدة مقبلة. وهذه هي الطريقة التي ينظر فيها البازار الأفغاني إلى الطيف. وهذا ما بدا واضحا في الطريقة الفظة التي تعامل بها حراس القصر الرئاسي الأفغاني مع تشيني وصحبه.


اسيا تايمز

.alrai-related-topic { width: 100%; } .alrai-related-topic .wrapper-row { gap: 27px; flex-wrap: nowrap } .alrai-related-topic .item-row { padding-right: 1px; width: 280px; } .alrai-related-topic .item-row .item-info { padding: 15px 15px 28px 16px; border: 1px solid rgba(211, 211, 211, 1); height: 118px; } .alrai-related-topic .item-row .item-info a { color: #000; color: color(display-p3 0 0 0); text-align: right; font-family: Almarai; font-size: 15px; font-style: normal; font-weight: 800; line-height: 25px; text-decoration: none; -webkit-line-clamp: 3; -webkit-box-orient: vertical; display: -webkit-box; overflow: hidden; } @media screen and (max-width:768px) { .alrai-related-topic .wrapper-row { flex-wrap: wrap } .container .row .col-md-9:has(.alrai-related-topic) { width: 100%; } .alrai-related-topic { margin-top: 10px; } .alrai-related-topic .item-row { width: 100%; } }
.alrai-culture-art-widget{border-right:1px solid #d9d9d9;padding-right:11px}.alrai-culture-art-widget .title-widget-1 a{color:color(display-p3 0 .6157 .8745);text-align:right;font-family:Almarai;font-size:24px;font-style:normal;font-weight:800;line-height:39px;text-decoration:none;padding-bottom:5px}.alrai-culture-art-widget .title-widget-1{margin-bottom:26px}.alrai-culture-art-widget .title-widget-1::after{content:"";position:absolute;left:0;right:0;bottom:0;background:linear-gradient(90deg,rgba(0,85,121,.05) 0,#009ddf 100%);z-index:1;height:3px;width:100%}.alrai-culture-art-widget .img-row{width:100%}.alrai-culture-art-widget .img-ratio{padding-bottom:58%}.alrai-culture-art-widget .item-info{padding:23px 0}.alrai-culture-art-widget .item-info a{color:#000;color:color(display-p3 0 0 0);text-align:right;text-decoration:none}.alrai-culture-art-widget .item-row:not(:first-child)>a{display:none}.alrai-culture-art-widget .item-row a{color:#000;color:color(display-p3 0 0 0);text-align:right;text-decoration:none;-webkit-line-clamp:3;-webkit-box-orient:vertical;display:-webkit-box;overflow:hidden}.alrai-culture-art-widget .item-row:not(:last-child){border-bottom:1px solid #d9d9d9}@media screen and (min-width:1200px){#widget_1703 .alrai-culture-art-widget{border-right:0px;padding-right:0}}
.alrai-epaper-widget{margin-top: 20px; max-width:250px}
Tweets by alrai
.alrai-facebook-embed{margin-top: 70px;}
#widget_2097 .alrai-section-last-widget {padding-top:35px;margin-top:0;} .alrai-section-last-widget .row-element .item-row .img-ratio{ display:flex; } /* Horizontal scroll container */ .alrai-section-last-widget .full-col { overflow-x: auto; overflow-y: hidden; -webkit-overflow-scrolling: touch; width: 100%; } /* Flex container - critical changes */ .alrai-section-last-widget .content-wrapper { display: flex; flex-direction: row; flex-wrap: nowrap; /* Prevent wrapping to new line */ align-items: stretch; width: max-content; /* Allow container to expand */ min-width: 100%; } /* Flex items */ .alrai-section-last-widget .item-row { flex: 0 0 auto; width: 200px; /* Fixed width or use min-width */ margin-right: 7px; display: flex; /* Maintain your flex structure */ flex-direction: column; } /* Text handling */ .alrai-section-last-widget .article-title { white-space: nowrap; /* Prevent text wrapping */ overflow: hidden; text-overflow: ellipsis; display: block; } /* Multi-line text truncation */ .alrai-section-last-widget .item-row .item-info a { display: -webkit-box; -webkit-line-clamp: 3; -webkit-box-orient: vertical; overflow: hidden; white-space: normal; /* Allows line breaks for truncation */ } /* Hide scrollbar */ .alrai-section-last-widget .full-col::-webkit-scrollbar { display: none; } @media screen and (min-width:1200px){ .alrai-section-last-widget::after { transform: translateX(0); } } @media screen and (max-width: 768px) { .alrai-section-last-widget .row-element .content-wrapper { flex-direction: row !important; } .alrai-section-last-widget::after{ transform: translateX(100%); right:0; left:0; } }
.death-statistics-marquee .article-title a,.death-statistics-marquee .title-widget-2 a{text-align:right;font-family:Almarai;font-style:normal;font-weight:700;line-height:25px;text-decoration:none}.death-statistics-marquee .breaking-news-wrapper{width:100%;display:flex}.death-statistics-marquee .breaking-news{background-color:#7c0000;padding:22px 17px 24px 18px;color:#fff;text-align:right;font-family:Almarai;font-size:22px;font-weight:700;line-height:25px}.death-statistics-marquee .breaking-news-content{background-color:#b90000;padding:22px 18px 24px 21px;color:#fff;text-align:right;font-family:Almarai;font-size:22px;font-weight:700;line-height:25px;width:100%;position:relative}.full-container .marquee-container-widget:not(.relative-widget) .wrapper-row{position:fixed;width:100%;right:0;bottom:0;z-index:100000}.death-statistics-marquee .marquee-container-widget .title-widget-2{width:75px;background-color:#757575;color:#fff;height:60px;display:flex;align-items:center;justify-content:center}.death-statistics-marquee .title-widget-2 a{color:#fff;color:color(display-p3 1 1 1);font-size:15px;padding:16px 18px 16px 15px;display:block}.death-statistics-marquee .content-row:not(.content-row-full){width:calc(100% - 100px);background-color:#000}.death-statistics-marquee .content-row marquee{direction:ltr}.death-statistics-marquee .content-row .img-item{display:inline-flex;height:60px;align-items:center;vertical-align:top}.death-statistics-marquee .content-row .article-title{height:60px;display:inline-flex;align-items:center;color:#fff;padding:0 15px;direction:rtl}.death-statistics-marquee .article-title a{color:#fff;color:color(display-p3 1 1 1);font-size:17px}.death-statistics-marquee .title-widget-2{width:100px}#widget_1932{position:static;bottom:0;width:100%;z-index:1}