عمان - منال القبلاوي - رغم تعدد وانتشار الاندية الصيفية إلا أن العديد من الأسر تضيق ذرعا بابنائها حال بدء العطلة الصيفية لارتفاع قيم اشتراكات الاندية من جانب وإلحاح الأبناء بقضاء عطل مميزة تنسيهم هموم الامتحانات وتعب الدراسة من جانب أخر .
تقول (أم سيف) والدة ثلاثة أولاد تتراوح أعمارهم بين (8- 14) سنة، «مع انتهاء الامتحانات بدأ أبنائي يطلبون إشراكهم بأحد الاندية متعددة النشاطات - سباحة وركوب الخيل ومحادثة إنجليزية ... - لكن لم نستطع بسبب الأسعار المرتفعة لاشتراكات هذه الاندية والتي تتراوح بين (80 -150 ) دينارا لكل مشترك ، الأمر الذي دفعنا إلى شراء حلقة لكرة السلة وتثبيتها في الساحة الأمامية للمنزل ليقضي ابناؤنا وقت فراغهم».
ويؤيد (علاء) - 15 سنة- ما قالته أم سيف من حيث ارتفاع الاشتراكات في الاندية الصيفية حتى المدرسية منها ، موضحا انه ورغم ادخاره 30 دينارا من مصروفه ، لا يستطيع الاشتراك بأحد اندية ركوب الخيل لارتفاع سعر ساعة الركوب والذي يتراوح بين( 5- 14) دينارا حسب النادي ومدى حاجة المشترك لمساعدة المدرب.
تقول مديرة احد المراكز التعليمية ـ تتوفر فيه خدمة ناد صيفي - «إن برنامج النادي متعدد النشاطات ويوافق بين توفير دروس في تعلم اللغتين الإنجليزية والفرنسية من جهة والنشاطات الترفيهية المسلية كالسباحة والرحلات الترفيهية وركوب الخيل من جهة أخرى ». مؤكدة أن البرنامج لكلا الجنسين وللفئات العمرية من 6 ـ 16 سنة ولمدة شهر ونصف .
وحول ارتفاع الأسعار وعدم مناسبتها لمعظم الأسر الأردنية خاصة التي فيها أكثر من طفل قالت إن «الأسعار إلى حد ما معتدلة إذا ما أخذنا في عين الاعتبار الفائدة العائدة على الطفل من تعلم اللغات والسباحة وركوب الخيل لمدة شهرين كاملين إلى جانب إشراكه في الرحلات الترفيهية المحلية المتعددة »، مشيرة الى خصومات لاشتراكات الأخوة والأقارب .
وبينت أهمية إشراك الطلاب في الاندية الصيفية وملء وقت فراغهم وتجنيبهم الملل او الجلوس لساعات أمام التلفاز أو الحاسوب اوحتى الخروج إلى الشارع لقضاء الوقت ، معتبرة ان الاندية تنمي مهارات وإبداعات الطلبة وتجعلهم يعودون للمدارس بإرادة وأمل .
وفي حين تتعدد الفرص المتاحة لدى أبناء بعض الأسر المقتدرة ماديا في قضاء العطل الصيفية بين الاشتراك بالأندية متعددة النشاطات (سباحة ، خيل ، بولنج ، تزلج ، تخييم ، رحلات سياحية وغيرها) ، إلا أن ملامح العطل الصيفية لدى الأسر اخرى أكثر محدودية وتتمثل بإشراك أبنائهم في احد مراكز تحفيظ القران التي يزداد نشاطها صيفا أثناء عطلة الطلبة ، أو في نوادي تحفيظ القران التابعة للمدارس الخاصة والروضات مقابل اشتراكات لا تتجاوز (5-10) دنانير عن كامل الدورة.إلى جانب إشراكهم في مراكز تعلم التايكوندو والكراتيه والجودوه وبأسعار لا تتجاوز(20) دينارا عن كامل الدورة ايضا .
فيما يفضل الجزء الأكبر من الأولاد خاصة في الأحياء الشعبية ممارسة لعبتهم المفضلة كرة القدم متخذين من الشوارع ملاعب للكرة يتم تحديد معالمها بالرمل والأحجار أحيانا .
من جانبها ، تعتزم وزارة التربية والتعليم توفير(100) ناد صيفي موزعة على مديريات التربية ضمن خطة شاملة لاستقبال العطلة الصيفية واستقطاب نحو 35 ألف طالب وطالبة . وقال الناطق الإعلامي باسم الوزارة ايمن بركات ان الوزارة معنية بتوفير أماكن مناسبة للطالب يمارس فيها نشاطاته الرياضية والثقافية - الكشافة والمرشدات ، العمل التطوعي ، الرحلات ، النشاط الرياضي ، النشاط الثقافي والنشاط الفني والمسرحي.
وفي الإطار نفسه يقول قدر الدغمي من المجلس الأعلى للشباب إن فعاليات الصيف لديهم تتمثل بمعسكرات الحسين للشباب والبالغة (14 ) معسكرا يضم كل منها (50-70) طالبا وطالبة .
وأكد أن المعسكرات تقسم إلى ثلاثة أقسام حسب الفئات العمرية للطلبة من (12-15) سنة ،( 15-18) سنة ومن( 18- 24 ) سنة . وبالنسبة لنشاطات المعسكرات أوضح أنها متعددة من ندوات وورشات عمل وأنشطة رياضية وترفيهية وسياحية جميعها تندرج تحت مظلة الاستراتيجية الوطنية للشباب .
وحول أسس اختيار الطلبة المشاركين في المعسكرات قال إن مراكز الشباب والشابات وكليات المجتمع والجامعات والأندية الرياضية والمدارس ترشح سنويا عددا من أسماء الطلبة والطالبات يتم إشراكهم مستقبليا وبدون مقابل في هذه المعسكرات.