الكفرين - عماد عبدالرحمن- لجأت عائلة (أم هيثم) لرتق قطع من (الخيش) لتحمي نفسها من حرارة الشمس، التي تتصاعد درجاتها كل يوم مع دخول فصل الصيف، في منطقة الأغوار، وتحديدا قرية (الجوفة/الكفرين)، لكن قطع الخيش التي تخترقها ثقوب واسعة، أجبرت أفراد العائلة على الهرب مما يسمى (أشباه منزل) في منتصف الظهيرة، وكان على الأم وبناتها البقاء تحت ما تيسر من ظلال، ولجأ الأطفال الذكور إلى اماكن أخرى ما بين مسجد مجاور، وسور عال أو مدرسة أو بيت مهجور، هربا من حرارة الشمس التي تفوق كل احتمال..
«ام هيثم» كغيرها من العائلات الفقيرة، فقدت قدرتها على تسديد التزاماتها، بعد أن تقرر إيقاف المساعدة الشهرية لاقتناع لجنة اجتماعية للمسح الميداني بقدرة الأب على العمل، والإقرار بعجز نسبته 75 بالمائة، وهو الأمر الذي يخالف التعليمات التي تحدد ما نسبته 80 بالمائة للاستمرار في تقديم تلك المساعدة، وامتلاكهم وحدة زراعية مهجورة لم يتمكنوا من توفير المتطلبات الأساسية لاستغلالها، فكانت النتيجة الطرد من المنزل الذي كانت تستظل فيه، واضطرت الأم لجمع قطع من الخيش والكرتون حتى يلم شمل صغارها بمأوى، حيث لا ذنب لهم في الصراع بين الكبار.
وعندما وصل فريق من العاملين في حملة البر والإحسان المنبثقة عن الصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية، إلى المكان دون سابق إنذار، بصحبة الحاجة (أم رباح) الرائدة الريفية في مركز الأميرة بسمة للتنمية في الشونة الجنوبية التابع للصندوق الأردني الهاشمي، سارعت (أم هيثم) إلى شرح معاناتها ومعاناة أطفالها الذين اضطر معظمهم لمغادرة مدارسهم لعدم القدرة على تسديد التزاماتها الأساسية، هذه الحالة الإنسانية التي اكتشفتها صدفة عند مرور (أم رباح) في المنطقة، ومشاهدتها لمأساة تعيشها تلك الأسرة، منذ سبعة شهور بعد طردهم من المنزل، استدعت تحركا سريعا من (الحملة) التي ترأسها سمو الأميرة بسمة بنت طلال، لإيجاد مأوى في أسرع وقت ممكن، رأفة بحال الأطفال التسعة (منهم من يعاني من أوضاع صحية صعبة و يحتاج إلى العلاج).
وترتكز استراتيجية الصندوق الذي نجح في تقديم المساعدات للمئات من الأسر الفقيرة في مختلف مناطق المملكة، ومن خلال مراكزه وفروعه الخمسين، على النهوض بالأبعاد التنموية للأ سر المعوزة من خلال توفير مشاريع تنموية وإنتاجية تمكنهم من مساعدة أنفسهم،والنهوض بأحوالهم المعيشية، والتي يتم توفيرها من خلال تبرعات ومساعدات يقدمها المتبرعون والمقتدرون، وعلى الأغلب تتوزع هذه المشاريع ما بين مشاريع لتربية الأغنام، والمساعدات الطلابية، وماكينات الخياطة، والتأهيل المجتمعي والتدريب على مختلف أنواعه، وتوجيه هذه التبرعات للنهوض بأوضاع تلك العائلات وانتشالها من الفقر المدقع الذي تعيشه..
هذه الحملة التي تنشط على مدار العام، وتبلغ الذروة في شهر رمضان، تعمل من خلال فرق مؤهلة ومدربة، وتنشط بالتعاون مع أهالي المناطق والجمعيات والأذرع التنفيذية والرسمية في المناطق والقرى المستهدفة بأنشطة الحملة، كما تعمل تحت مظلة اللجنة العليا لحملة البر والإحسان، التي يرافق أعضاؤها الحملات الميدانية على مدار العام، لتتابع عن كثب الأنشطة الإنسانية المتعددة الأبعاد (التنموية، التعليمية والصحية) التي تمارسها الحملة في المناطق النائية والأقل حظا.