اقف حائرة امام الكلمات .. فكلها قليلة عليك يا وطني .. ولكني سأقدم لك قليلاً مما وهبتني .. سأحاول ان ارد بعضاً من جميلك علي بكتابتي هذه .. ولكن اعذروا قلمي فانه لم يسعفني بالكلمات هذه المرة .. على غير عادة .. فقد ابى ان يتكلم عن الوطن .. بل انحنى تواضعاً .. وتمتم في اذني انه يخاف من ان يقصر بحق هذا الوطن الغالي .. فيقول عنه الكتاب والشعراء .. لم يعط نصف ما اخذ .. فأعذروه جميعاً ..
ولكن اريد ان يعلم كل من يقرأ هذه الكلمات اني جزء من الاردن!! وان الاردن قد قدم لي الكثير الكثير ..
تخونني الكلمات عندما اتحدث عنك .. اردني .. بأي طريقة استطيع ان اشكك .. وعلى ماذا وماذا .. اشكرك هل اشكرك على انك ضممتيني لك؟ ام اشكرك لأنك حميتني بين ذراعيك؟؟ ام اشكرك لأنك اعطيتني كامل حرياتي ..؟
لا .. سأقف امام جميع هذه العبارات .. واشكرك لانك جعلتني مواطنة اردنية في ربوعك ..
اردني الغالي .. اقف وقفة احترام وخضوع لك .. احاول ان اعبر لك عن مدى شكري لما قدمته لي ..
هل تعلم يا وطني ان كلمة مواطنة اردنية تجعلني ارفع رأسي وانهض امام الجميع .. اتفاخر بكوني جزءاً منك!!
واخجل تواضعاً لأنني مهما سموت وعلوت في هذا العالم فسأبقى فتاتك التي نهضت بفضلك .. ونجحت من اجل ان يعلو اسمك ويرتقي ..
ما زلت صغيرة على ان اتكلم بانجازاتي واعمالي .. ولكني لست صغيرة لأن اكون مواطنة اردنية ..
انني وبكل فخر واعتزاز فتاة الاردن ..
وطني الغالي .. اعلم ان كلمة شكراً قليلة على عظمتك .. ولكن اقبلها مني تعبيراً وامتناناً لك لكونك فتحت افق السماء امام عيني منذ طفولتي .. لقد منحتني الهيبة والتجلي ..
كنت صغيرة حينما كانوا يسألوني من اي بلد انتِ؟ فأقول الاردن ببراءة فتتلعثم شفتاي وانا احاول أن اعبر .. ولكنني كبرت .. وعلمت انه كان علي ان ارفع صوتي عالياً حينما اقول انا اردنية .. وان اقولها بكل عز وفخر .. فان هذه الكلمة تكفيني لأن اقدم روحي فداء لهذا الوطن ..
اردني العزيز .. شكراً لك لأنك كنت لي حضن الام الدافىء يغمرني حناناً .. شكراً لك لأنك كنت لي الاب الحاني يحميني من تجبر العظماء ..
اشكرك وطني لوقوفك بجانبي في هذا الزمن الغدار .. الذي لا يرحم .. شكراً لك لأنك منحتني فرصة ان احمل لقب مواطنة اردنية ..
اعلم يا اردن انه مهما جار علي الزمان وتحول العالم .. فسأبقى لك .. سأبقى تلك الفتاة التي بذلت كامل جهدها لترفع رايتك ..
مدارس الدر المنثور