عمان - عودة عودة - عقدت «لجنة الحكماء» والتي تضم نقباء سابقين بنقابة المهندسين اجتماعا مطولا الخميس الماضي في مكتب النقيب السابق ابراهيم ابوعياش بهدف اطفاء نار الخلافات بين هيئة المكاتب الهندسية ومجلس نقابة المهندسين.
وذكر المهندس ابوعياش لـ «الرأي» بأن الاجتماع ضم عددا من النقباء السابقين هدفه الحرص على الوحدة النقابية في نقابة المهندسين كبرى النقابات المهنية الاردنية.
ولم يكشف ابوعياش عن آليات انهاء الخلافات بين هيئة المكاتب الهندسية ومجلس نقابة المهندسين وان كان قد اكد ان الامور تسير نحو التهدئة وانهاء الخلافات.
وكانت «لجنة الحكماء» قد عقدت اجتماعا اول مطلع الاسبوع الماضي في مكتب النقيب أبوعياش ضم المهندسين: محمد جردانة وليث شبيلات وميشيل مسنات وعوني المصري واسماعيل بريوش وعزام الهنيدي وبحضور نقيب المهندسين الحالي وائل السقا ورئيس هيئة المكاتب الهندسية رايق كامل.
وجدد المهندس السقا انه سيصدع لاجتماع النقباء بشأن اعطاء صلاحيات لهيئة المكاتب بشرط ان لا تكون مخالفة للقانون (اي قانون النقابة وانظمتها) مضيفا: انه لا يجرؤ على مخالفة قانون النقابة وانه كنقيب للمهندسين مسؤول مع مجلس النقابة عن جميع المهندسين وفي كافة الشعب وهيئة المكاتب الهندسية التي تتمثل في مجلس النقابة بعضو هو رئيسها كأي شعبة من الشعب الهندسية مؤكدا حرصه على تحسين ظروف المهندسين المهنية والمعيشية وفي كافة الشعب وهيئة المكاتب الهندسية.
ولم يرض نقيب المهندسين السقا ان تصل الامور الى حد الاعتصامات «مع انه حق طبيعي»، الا انه اكد انه لم يغلق ومجلس النقابة باب الحوار والمفاوضات في هذا الشأن بشرط ان يقع ضمن القانون فلا احد فوق قانون نقابة المهندسين.
ولم يتدخل وزير الاشغال العامة والاسكان المهندس يوسف حياصات رغم ان الوزارة مسؤولة وفق القانون عن نقابتي المهندسين والمقاولين حيث صرح ان «الخلاف» شأن نقابي وان كان قد اكد انه على اتصال مع الجانبين المختلفين لتقريب وجهات النظر موضحا ان هناك تقدما واضحا في انهاء الخلاف وضمن القانون.
وتأججت نار الخلافات بين مجلس النقابة وهيئة المكاتب الهندسية عندما نفذت الاخيرة اعتصاما ولأول مرة امام مجمع النقابات المهنية الاثنين والذي تزامن مع زيارة وزير الاشغال يوسف حياصات لنقابة المهندسين لبحث اوضاع المهندسين العاملين في الوزارة بحضور نقيبهم المهندس السقا ومجلس النقابة.
اعتصام «المكاتب» مر بسلام وانتهى بتدخل الوزير حياصات فيما القى رئيس هيئة المكاتب المهندس رايق كامل كلمة دعا فيها الى عودة الحقوق المسلوبة.
واكد المهندس كامل انه سلم «مجلس الحكماء» من النقباء السابقين «مذكرة تفاهم» اعدتها «الهيئة» وتتلخص في ضرورة ان يقوم مجلس النقابة باصدار تعليمات والتي تعمل بموجبها هيئة المكاتب والمعطاة لمجلس النقابة منذ عدة شهور.
واوضح ان تنفيذ «مذكرة التفاهم» يتيح للهيئة القيام بواجبها ووضع الخطط والبرامج اللازمة لتنفيذ ما وعدت به الهيئة العامة لهيئة المكاتب والشركات الهندسية.
وقال «لا يستطيع احد ان يضع برامج وخططا مستقبلية بدون صلاحيات» مؤكدا ان «مذكرة التفاهم» تتضمن المطالبة بالاشراف من قبل مجلس الهيئة على اعمال الدائرة الفنية في النقابة وضرورة اصدار اتفاقيات الخدمات الهندسية للتصميم والاشراف. كما وضعت «المذكرة» حلولا عملية للحفاظ على ارتفاع الاتعاب الهندسية وتقيد المكاتب الهندسية واصحاب العمل بهذه الاتعاب.
كما اكد المهندس كامل ان الاعتصام يوم الاربعاء القادم قائم وانه سيتم وقف العمل في الدائرة الفنية للنقابة من قبل المعتصمين.
وحسب قوله «لن نتوقف حتى يتم اصدار نظام خاص للمكاتب وصلاحيات جديدة» رافضا اسلوب المماطلة والتسويف.
ويرى مراقبون ان الخلاف بين هيئة المكاتب الهندسية (الذي تسيطر القائمة الخضراء القومية اليسارية على مجلسه) من جهة ومجلس نقابة المهندسين الذي تسيطر عليه أغلبية اسلامية من القائمة البيضاء وهو جزء من الخلافات المزمنة بين البيض والخضر، وان كان آخرون يرون ان الخلافات لها اسباب اخرى.
واشتدت نار الخلافات بين هيئة المكاتب ومجلس النقابة عندما دفعت القائمة البيضاء والقوميون المهندس عيسى حمدان لتشكيل قائمة لخوض انتخابات مجلس الهيئة في مواجهة المهندس رايق كامل الذي قاد القائمة الخضراء القومية اليسارية وفازت قائمته بالكامل.
نقيب المهندسين وائل السقا اعتبر وحدة النقابة وقانونها خطا أحمر، فلا أحد مع اضعاف النقابة واختراق قانونها وانظمتها والحكم والفيصل في اي «اختلاف نقابي» هو القانون وحده!