بغداد ـ وكالات ـ اعلنت مصادر في قوات الأمن العراقية واخرى في الجيش الاميركي امس ان اشتباكات ومداهمات وأعمال عنف اسفرت عن مقتل واصابة العشرات والقبض على اعداد كبيرة من المشبوهين في بغداد ومحيطها في اطار خطة «البرق» الأمنية وخطتين اخريين، هما «الرمح» على الحدود مع سوريا و«الخنجر» غرب بغداد.
ويقود الجيش الاميركي بالتعاون مع قوات الجيش العراقي هذه العمليات العسكرية.
ففي بغداد، اعلن الجيش الاميركي في بيان ان 50 مسلحا قتلوا في عملية «الرمح» التي بدأت الجمعة قرب الحدود مع سوريا، في حين لم يشر الى خسائر محتملة في صفوف القوات الاميركية والعراقية او بين مدنيين.
واعلن بيان للجيش الاميركي في وقت لاحق بدء عملية عسكرية ثانية اطلق عليها اسم «الخنجر» وقال انها تشمل المنطقة المحيطة ببحيرة الثرثار الاصطناعية (غرب بغداد) تهدف بحسب البيان الى «العثور على مخابىء للأسلحة وملاحقة المسلحين الذين يتخذون من تلك المنطقة ملاذا لهم».
وتأتي عملية «الخنجر» بعد يوم من شن عملية «الرمح» التي وصفها الجيش الاميركي بأنها تهدف الى «انهاء وجود المسلحين ومحاربة المحاربين الاجانب وضرب تنظيم شبكة الدعم للمقاومة في منطقة الكرابلة ومحيطها» ضمن محافظة الانبار غرب العراق.
واوضح بيان الجيش الاميركي ان «جنود مشاة البحرية (المارينز) وقوات الأمن العراقية شرعوا بعملية جديدة في وقت مبكر من صباح امس تشمل منطقة بحيرة الثرثار ضمن (محافظة) الانبار».
وحسب البيان، فان قوة قوامها 1000 جندي اميركي وعراقي تشارك في كل من العمليتين، كما تشارك في العملية طائرات حربية ومروحيات وعربات مصفحة.
من جهتها اعلنت الحكومة العراقية في بيان مشترك لوزارتي الدفاع والداخلية القبض على 83 مشتبها والعثور على كميات من الاسلحة في عمليات تفتيش ودهم متفرقة في بغداد على مدى الساعات الاربع والعشرين الماضية.
وكان مصدر في الشرطة العراقية اعلن سابقا ان الشرطة تمكنت فجر امس من القبض على ستة اشخاص يشتبه في تورطهم بعمليات عنف ضد قوات الأمن العراقية في مدينة الاسكندرية جنوب العاصمة.
وقال النقيب سعيد العماري: ان «الشرطة العراقية شنت عمليات دهم في الساعة السادسة بالتوقيت المحلي (00ر2 ت غ) في منطقة الدائرة التابعة لقضاء الاسكندرية (60كلم جنوب بغداد) بحثا عن مشبوهين».
واضاف : «المداهمة اسفرت عن القبض على ستة اشخاص يشتبه بقيامهم بعمليات مسلحة ضد القوات العراقية».
ورغم العمليات العسكرية والامنية المشتركة، الا ان العنف لا يزال يعصف بالبلاد في وقت تحاول فيه حكومة رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري واطراف سياسية عراقية المضي قدما في عملية صياغة دستور البلاد الدائم المقرر طرحه للاستفتاء الشعبي في 15 آب المقبل.
فقد اعلن بيان للجيش الاميركي امس مقتل جنديين اميركيين واثنين من المدنيين العراقيين بينهم معتقل في وقت متأخر من الجمعة واصابة عدد آخر في اشتباك مع مسلحين في منطقة بهرز شمال شرق العاصمة.
وشهدت محافظة صلاح الدين شمال العاصمة العراقية اعمال عنف متفرقة نتج عنها مقتل اربعة عراقيين، بينهم ثلاثة جنود، وجرح خمسة آخرين، بينهم اربعة من رجال الأمن والعثور على جثة عراقي وخطف آخر حسب مصادر في الجيش والشرطة العراقيين.
وفي بغداد أعلن مسؤول في الداخلية العراقية وآخر طبي مقتل شرطيين وجرح آخرين في هجوم استهدف دوريتهم في الغزالية غرب بغداد.
واوضح مسؤول في وزارة الداخلية العراقية طلب عدم كشف هويته: ان «مسلحين مجهولين هاجموا دورية للشرطة العراقية في منطقة الغزالية (غرب بغداد) في الساعة 00ر13 بالتوقيت المحلي (00ر09 ت غ) مما اسفر عن مقتل شرطيين وجرح ثالث».
لكن مصدرا طبيا في مستشفى النور شمال بغداد قال: ان «جثتي قتيلين وثلاثة جرحى جميعهم من رجال الشرطة نقلوا الى المستشفى».
وفي تطور لاحق جرح ثمانية عراقيين في انفجار سيارة مفخخة في منطقة البياع جنوب غرب بغداد استهدفت دورية عسكرية اميركية-عراقية مشتركة حسب مصادر في الداخلية واخرى طبية.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته: ان «ثمانية عراقيين بينهم ستة جنود جرحوا في انفجار سيارة مفخخة في منطقة البياع حوالي الساعة 30ر12 بالتوقيت المحلي (30ر08 ت غ)».
واضاف : ان «السيارة انفجرت عند مرور دورية مشتركة للجيش الاميركي والعراقي»، بدون تحديد ما اذا كانت العملية انتحارية.
ولم يشر المصدر الى اصابات بين الاميركيين.
واعلن الجيش الاميركي في بيان نشر امس مقتل تسعة عراقيين الجمعة في هجومين منفصلين وقعا في ضواحي مدينة الفلوجة التي تبعد خمسين كيلومترا غرب بغداد.
وقال البيان : ان «تفجيرا انتحاريا بسيارة مفخخة وسط مدينة الفلوجة ادى الى مقتل خمسة عراقيين بينهم ثلاثة جنود».
من جهة اخرى، قال مصدر في وزارة الداخلية العراقية امس: ان طبيبا كان يعمل في الجيش العراقي المنحل قتل بأيدي مسلحين في جنوب بغداد.
واوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان «مسلحين اطلقوا النار على الطبيب العسكري في الجيش العراقي السابق العميد منذر البياتي واردوه قتيلا».
وذكر شهود عيان أن جنديين أميركيين واثنين من العراقيين أصيبوا بجروح في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للجيش الاميركي في ضاحية الجهاد غربي بغداد.
وابلغ الشهود مراسل وكالة الانباء الالمانية أن عبوة ناسفة انفجرت لدى اقتراب دورية تضم ناقلات جنود أميركية في أحد شوارع حي الجهاد غربي بغداد وأسفر عن تدمير أحد ناقلات الجنود وشوهد إصابة اثنين من الجنود تم إخلاؤهم إلى احدى الناقلات فيما أصيب عراقيان اثنان كانا قريبين من موقع الانفجار بجروح متوسطة.
وأشار الشهود أن الجنود انتشروا في محيط منطقة الانفجار قبل أن يغادروا المكان.