الكرك - محمد الخوالدة - العطلة الصيفية حالة تربوية سنوية يرافقها تدن في مستوى الخدمات المقدمة للطفولة في اغلب مناطق المملكة وفي الكرك خاصة بل وإنعدامها خاصة في المجال الترويحي، وتنمية المواهب وقضاء وقت الفراغ بما هو مجد ومفيد.
ففي العطلة الطويلة التي يجد طلاب المدارس انفسهم امام وقت فراغ لا يعرفون فيه اين يذهبون ولا ماذا يفعلون، وإذا كان هذا الوضع ينسحب على أغلبية محافظات المملكة فإنه في مثل حال محافظة الكرك ومحافظات اخرى له مذاق اكثر مرارة.
محافظة الكرك التي يبلغ تعداد طلبة مدارسها ما ينوف عن (50) الف طالب وطالبة تتكرر الشكوى والمعاناة في كل عام دون ان نجد حراكا ملموسا بإتجاه حل المشكلة او التخفيف منها، فالطلبة ولا سيما الذكور منهم لا يجدون مكانا لقضاء وقت الفراغ إلا الحواري والشوارع الخلفية وربما المكتظة بحركة السير والمرور لممارسة هواية لعب كرة القدم او اللعب على الدراجات الهوائية.
غياب الملاعب الرياضية
يقول الطالب ليث الحمايدة «نعاني من عدم وجود الملاعب الرياضية والساحات العامة والمكتبات او اي شيء آخر يعيننا على تمضية عطلتنا الصيفية الطويلة بشكل مريح ومفيد لذلك نأمل من المسؤولين دراسة هذا الواقع والإهتمام اكثر بما يخدم فئة الأطفال واليافعين».
اما الطالب خالد من مدارس بلدة القصر فيقول أنه لا يحبذ العطلة الصيفية، والسبب كما يقول حين سألته لماذا لا تريد ان نذكر اسمك كاملا قال انا من أسرة في وضع مادي صعب وعدد اخوتي كثير ومنزلنا ضيق للغاية لذلك فنحن ندفع دفعا من قبل اهلنا للخروج من المنزل فعدم توفر ما يمكن ان نلهي انفسنا به سوى جهاز تلفاز متواضع باللونين الأبيض والأسود والأهل يضجرون من صخبنا انا واخوتي الذكور فيدفعوننا لمغادرة المنزل الذي قد نمضي خارجه جل نهارنا،وحين سئل هل انت واخوتك فقط من بين سكان البلدة بمثل هذه الحالة قال: لا، لكن الظاهرة قد تكون خفيفة في مثل حال بلدتنا الصغيرة ولكنها بالتأكيد في مدن وبلدات المحافظة الأكثر كثافة سكانية تبدو اكثر بكثير.
الخروج الى الشارع
اما الطالب بهاء طبازة فقال: عندما يتجمع الطلاب لممارسة الألعاب الجماعية خارج المنزل يختلط الحابل بالنابل طلبة خلوقون مهذبون وآخرون ليسوا كذلك فتسمع ما يثقل السمع من الألفاظ النابية وترى ممارسه لأمور لا تتناسب لمن هم بمثل مرحلتنا العمرية.
وقال ان الخطورة تكمن فيما هو اكثر من ذلك فبعض الطلاب الأبرياء قد ينجرفون لتعلم عادات سلبية وممارسات خاطئة.
أما الطالبة شذى محمود تقول ان العطلة الصيفية اصعب واثقل على الطالبات فإذا كان الذكور قادرين على مغادرة المنزل وتكوين مشاهداتهم اليومية ولو بالتجوال في الشارع،فإن الفتيات لا يجدن إلا البيوت فالكرك المدينة ليس فيها إلا مركز واحد للشابات وما فيه من تجهيزات وبرامج لا تلبي الحاجة كما لا يتسنى لكل الطالبات الذهاب اليه لبعده عن اماكن سكنهن في حين ان الأندية الصيفية المدرسية التي تقيمها وزارة التربية والتعليم هي اندية تجميعية لأكثر من منطقة حتى لو كانت هذه المناطق متباعدة.
وتضيف شذى الوقت الطويل قاتل وممل وخاصة في مناطق الأرياف فلا ملاعب او ساحات او نلهو ونلعب عليها، إذ ليس من الممكن ان نمضي طيلة نهارنا وليلنا داخل اسوار المنزل ولا بد من الخروج على الأقل عند ساعات العصر حين تخف درجة حرارة الجو لكن لا نجد اين نذهب فألهو والعب انا واخوتي وبعض اصدقاء الحي في الشارع الفرعي القريب من منازلنا فتكثر شكوى السكان من ضجيجنا وصخبنا لنغير مكان اللعب في شارع آخر وهكذا فالقصر لا يوجد فيها ما يساعدنا على قضاء وقت فراغنا.
اوقات الفراغ المملة !
عبدالله محمد قال: لا يستطيع الأنسان مهما كانت اوضاع أسرته ميسورة ولديه ما يمكن ان يساعده في قضاء وقت فراغه داخل المنزل من كمبيوتر او اجهزة العاب كهربائية ان يستغني عن الخروج للتنفس والترويح عن النفس، لكن وانا من سكان مدينة الكرك وهي مركز المحافظة ليس فيها من مكان مناسب لمثل مرحلتنا العمرية للذهاب اليه فبلدية المدينة لم تفكر في إنشاء مكتبة أو ناد للطفل مع انها من اقدم بلديات المملكة، كما لا توجد ضمن المدينة حدائق او اماكن مخصصة للأطفال.
ويرى الطالب خلدون المجالي الذي يهتم بهواية ممارسة الرسم ولعب الشطرنج واتهم مدرسته بأنها لا تساعده في تنمية هواياته يرى العطلة الصيفية غير طموحة حبذا لو كانت الأندية الصيفية المدرسية تتيح له هذا لكن تجربته مع تلك الأندية جعلته لا يفكر بالإلتحاق بتلك الأندية واصفا الوضع فيها بأنه غير مناسب لعدم وجود خطط تحكم عملها او عليها رقابة ومتابعة،وقال لو ان بلدية الكرك او مديرية شباب المحافظة تراعي مثل هذه الحاجات وتساءل لماذا لا يوجد في عموم المحافظة ناد للطفل او مكتبة تتيح لكل المواهب الواعدة مجال الحركة، واضاف سمعت مؤخرا ان البلدية ستقيم ناديا ومكتبة للطفل في مركز الأمير الحسن الثقافي بمدينة الكرك/ حي المرج واتمنى على البلدية تعميم هذه الفكرة ولو بشكل مبسط لتشمل مناطق عمل البلدية الأخرى ذات الكثافة السكانية، كما لام الطالب المجالي مديرية شباب الكرك وتساءل لماذا لا تزيد عدد المراكز الشبابية في مدن وبلدات المحافظة او ان تقيم مركزا شبابيا تجميعيا في كل لواء وبإمكانات مناسبة تستجيب لكافة ميول وإهتمامات الفئة المستهدفة من خدمة مراكز الشباب والشابات من طلبة مدارس وجامعات.