منذ يوم الاثنين، عندما اوحينا ان رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للقيام بأعمال مجدية ضد الحركات الارهابية كان يهدد عملية السلام، فان الوضع استمر في التدهور، وفي الوقت ذاته، فان بعض الاسرائيليين يهددون بالمقاومة المسلحة ضد خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي الرامية الى الانسحاب من بعض المستوطنات.
وفي يوم الثلاثاء،. سعت القوات الاسرائيلية الى وقف المحاولات المستمرة التي قادتها حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية، ومقرها في دمشق، لاعادة بناء بنية تحتية ارهابية دمرتها حملة اسرائيل العسكرية عام 2002، وقد حاولت القوات الاسرائيلية اعتقال عضوين مسلحين من حركة الجهاد الاسلامي في الضفة الغربية، ونشب اطلاق نار بعد ان اختبأ المطلوبان داخل بيت، واخيراً قتلت القوات الاسرائيلية كلا الرجلين.
وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، فان حماس التي ما تزال غاضبة من قرار عباس بتأجيل الانتخابات البرلمانية الى اجل غير مسمى، ردت باطلاق زخة من الصواريخ على قرية سديروت الاسرائيلية بينما كان الاطفال يتوجهون الى المدرسة ومع انه لم يقتل اي طفل فقد مات ثلاثة عمال - اثنان فلسطينيان وصيني - نتيجة الهجوم - وجرح عدة اسرائيليين من هجوم بصواريخ القسام على غاثي تال، وهي احدى مستوطنات غزة الواردة في خطة فك الارتباط المقبلة.
ان العنف لا يناسب عباس الذي ساعد في التوسط في هدنة مع قيادة حماس ولا يساعد شارون الذي يريد الانسحاب من بعض المستوطنات لكن ربما كان العنف متوقعاً وبخاصة بعد ان اعلنت السلطة الفلسطينية في هذا الاسبوع تأجيل الانتخابات البرلمانية التي كان عقدها متوقعاً في تموز.
لقد حققت حماس نتائج جيدة في الانتخابات البلدية التي جرت في هذا الربيع وكان من المتوقع ان تحقق ظهوراً قوياً في الانتخابات الوطنية.
في مقابلة في الشهر الماضي مع محرري واشنطن تايمز قال الشيخ حسن يوسف، وهو احد قادة حماس في الضفة الغربية: طالما لم تتصرف اسرائيل بعدوانية ضدنا، فاننا ملتزمون بحالة التهدئة، وقال: لا يمكننا تأجيل الانتخابات حيث يمكن ان يكون ذلك نكسة مخيفة للسياسة الديمقراطية.
وفي الحقيقة فانها قد تكون ايضاً نكسة لشارون فقد قال لنا وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم في مقابلة منفصلة: لا يمكن لنا ان نسمح لحماس بخوض الانتخابات واحراز قوة اكبر فسوف يكون هذا كارثة للسلطة الفلسطينية.
وقال شالوم ايضاً انه لأن حماس تحقق نقاطاً لدى الفلسطينيين بمن فيهم في غزة والضفة الغربية، المواقع المقررة للانسحاب فانه يفضل وقف الانسحاب اذا مضت الانتخابات قدماً واحرزت حماس السيطرة على البرلمان.
المتشددون الاسرائيليون الذين يصفون انفسهم بحواز هايام يهددون بضمان عدم تنفيذ فك الارتباط كما قال احدهم، وفي الانتقال الى مبان مهجورة وخيام على امتداد قطاع غزة فان الرجال والنساء والاطفال سيكونون 000ر150 شخص عندما يحين وقت تنفيذ خطة الاخلاء في الصيف ورغم حقيقة ان خطة شارون قد ووفق عليها من قبل الكنيست والمحكمة العليا فان كثيراً من السياسيين والقادة المتدينين والمستوطنين يعارضون الانسحاب لأنهم سيفقدون بيوتهم ومجتمعاتهم.
وبينما يحاول مؤيدو شارون تبديد القلق فقد اجتمع مسؤولو الامن الفلسطيني مع نظرائهم الاسرائيليين لمناقشة لوجستيهات انسحاب اسرائيل من غزة وقد اجتمع عباس مع فتح وحماس واخرين لهم علاقة بالهدنة.
ان الحقيقة تتمثل في ان عباس يحاول بعث الديمقراطية بين سكان ليس لهم اية حقوق دستورية او حريات، كما ان الواقع ان شارون وعباس ينوءان تحت الاعباء الثقيلة.