إن صنته صانك وإن خنته خانك، معظم الناس يطوقون أنفسهم بعقود وسلاسل أثقل من حجمهم بكثير فيؤدي ذلك إلى انحناء في رقابهم علما أن هذا الانحناء صعب جدا أن يعالج وان عولج فان أعراضه لن تختفي اختفاء كاملا، هذا ما نراه عند كثير من الناس يطوقون ألسنتهم بأحاديث بعيدة كل البعد عن ذاتهم ويعيشون كذبة الحياة بما فيها من نواحٍ اجتماعية ومادية وغيرها بحسب اللازم، عندها أتساءل؟ هل هذا ما يتطلبه وضع الحياة! هل أصبح الشخص الذي يرسم بلسانه وضع السلطة والنفوذ، المال والجاه هو الذي يقدر ويصان علما انه بحقيقة الأمر لا يملك سوى ذلك الجزء من الفم الذي يتحرك لينال بذلك مبتغاه، والعجب كل العجب عندما يضع نفسه بذلك القالب الذي هو اكبر منه بكثير ويعيش هذا الدور.
فأحذر أن يأتيك ذلك اليوم الذي يخونك به لسانك فتظهر على حقيقتك وترى نفسك في طريقك إلى الهاوية ومنها إلى نهاية تلك الكذبة، وها أنا أراك يا من تصل إلى عرش السمو يا من تملك الطيبة في شخصك وحديثك يا من تصون نفسك بصونك لسانك يا متواضعا في تعاملك لتبتعد بذلك عن عجرفة الحياة، ولتغفل عن ما تملكه من السلطة والجاه والنفوذ والمال التي لا تعتبرها حصيلة لك مقابل أن تتأكد بان مدخور الآخرة قد فاق رفاهية الحياة الزائلة.
فلماذا لا نعيش حياتنا بوضعها الحقيقي الذي قدره لنا الله عز وجل ونصل لقناعة الواقع فنسمو بأرواحنا ونصون أنفسنا فتصوننا الحياة.