البطالة بين الشباب في الاردن من المشكلات الأساسية التي يعاني منها هذا الجيل الذي تسعى وزارة العمل لمواجهة المشكلة ضمن إمكاناتها في مؤسساتها خصوصا المركز الوطني للتشغيل.
ويعد.. المركز الوطني للتشغيل المركز العربي الأول الذي أخذ على عاتقه تقديم حلول توظيف ذات مستوى عال للباحثين عن العمل ولأصحاب العمل سواء من القطاع العام والخاص وذلك من خلال ربط الباحثين عن العمل بالوظائف المتوفرة محليا وإقليميا، ومقابلة المرشحين واختيار المؤهلين، وعقد دورات (مهارات العمل، بيئة العمل، وأخلاقيات العمل) إضافة لتقديم الخدمات الاستشارية لطالب العمل، ومن الجدير بالذكر بأن المركز أنشأته وزارة العمل بدعم من الوكالة الأمريكية للإنماء الدولي وقد باشر أعماله من أول آب الماضي.
ويتوقع المركز تأمين 12 ألف فرصة عمل سنويا للأردني في دول الخليج إضافة إلى منطقة الجوار وعلى مستوى المؤسسات المحلية وذلك بمنحها حوافز لتشغيل الأردني عوضا عن العمالة الوافدة.
ويضم المركز سبعة أقسام ابتدءً من الادارة وهي القسم الذي يعنى بالتخطيط الاستراتيجي ووضع الأهداف وبلورتها والتنسيق مع الحكومة والوكالة الأمريكية للانماء الدولي والمنظمات غير الربحية والممولين الآخرين،وهو الذي يعمل على بناء العلاقات مع القطاع الخاص وتطويرها.
ويقوم قسم التسويق بتقديم خدمات التوظيف للشركات الرائدة داخل الأردن وخارجه وهو المسؤول عن تسويق الوظائف الشاغرة والاعلان عنها، كما وينظم المعارض الوظيفية للعموم والأيام الوظيفية للشركات عند الحاجة اليها .
ويقدم قسم «مستشارو الوظائف »استشارات وظيفية للباحثين عن عمل ولزوار المركز ويساعدهم على تطوير سيرهم الذاتية ومهارات المقابلة لديهم وذلك لفحص وحصر المرشحين للعمل لدى الشركات عند الحاجة اليها .
ويربط قسم الربط الوظيفي الباحثين عن العمل مع الشركات وتحسينها ويعمل على توفير الخيارات التدريبية لهم وأية مصادر أخرى لمساعدتهم في ايجاد الوظائف ،ويعنى بمساعدة الشركات بالإعلان عن الوظائف المتاحة والبحث عن كوادر مؤهلة من خلال الصفحة الإلكترونية الخاصة بالمركز وتوظيف المصادر التقنية المتوفرة لخدمة أصحاب الشركات لإجراء اختبارات للباحثين عن عمل واجراء المقابلات الأولية لهم .
ويجمع قسم المراجع الإعلانات عن الوظائف ويبوبها من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة ويزود الباحثين عن عمل بمعلومات عن طبيعة عمل الشركات وسياستها الداخلية ،ويوفر النشرات والمراجع المتخصصة للباحثين عن عمل لمساعدتهم على تطوير مهاراتهم ويقوم بتجهيز البرامج التدريبية ويعمل على اقامة ورش عمل لمساعدة الباحثين عن عمل ويدعم قسم التسويق بالمراجع للتعرف على شركات القطاع الخاص وينسق مع مستشارو الوظائف ليسهل لهم تقديم خدماتهم للباحثين عن عمل. ولكل أردني مهما كان مؤهله العلمي الحق بالحصول على خدمات هذا المركز ويمكنه ذلك من خلال التوجه للمركز وتقديم طلب توظيف مباشرة أو بزيارة موقع المركز الإلكتروني والذي يحوي أكثر من 176 ألف سيرة ذاتية لباحثين عن عمل وذلك بالتعاون مع أجهزة حكومية عديدة منها صندوق التنمية والتشغيل وديوان الخدمة المدنية ومؤسسة المنار وصندوق المعونة الوطني بحيث يكون ملائما مع احتياجات السوق محليا وإقليميا وسيتم تطويره باستمرار ليشمل دولاً أوروبية والولايات المتحدة،كما ويقوم المركز بتدريب المختارين للعمل لمدة أسبوع بطريقة علمية بهدف رفع الكفاءة لديهم ليكونوا بذلك منافسين أقوياء.
من جهته قال المدير العام لمركز التشغيل الوطني عماد مبيضين أن المركز يقوم بالوقت الحالي بعملية ادخال البيانات وتنظيمها باستخدام نظام إلكتروني حديث جدا يمكنه استيعاب 350 سيرة ذاتية وهو نظام (u.work) او انت تعمل بالعربية كما ان لديه القدرة على الربط السريع بين الأنظمة المختلفة ونقل المعلومات بصورة آنية والذي من شأنه ان يتفادى المشكلات التي قد تقع بها الأنظمة الأخرى
وأكد ان هذا النظام يعمل بمصاحبة العنصر البشري كعنصر فاعل بعملية الربط والمواءمة بين الباحثين عن عمل وأصحاب العمل ويمتاز بقدرته على إخراج تقارير ذكية بناء على البيانات التي يتم إدخالها للنظام بشكل موضوعي ومدروس بحيث يقدم المعلومة بشكل دقيق وسريع، وتقدر كلفة هذا النظام الذي أهدته ولاية يوتا الأمريكية للأردن والتي تعد واحدة من الولايات المتقدمة بعملية الربط الإلكتروني عالميا بعشرة ملايين دولار.
واكد مبيضين: يحرص المركز على معرفة حاجات السوق المحلي والعالمي ففي الوقت الذي يؤمن فيه فرص العمل بمجال الاتصالات والسياحة والبنوك فانه يدرك حاجة المصانع البعيدة عن المدينة للعمال على المستوى المحلي وذلك ربما لتدني الأجور او بُعد مناطق العمل بالنسبة للمصانع عن المدن إضافة إلى ثقافة العيب التي لا زلنا نعاني منها محليا، كما أننا واجهنا مشكلة بتوفير فرص عمل لكافة خريجي تكنولوجيا المعلومات ويعود ذلك للعدد الكبير لخريجي هذا التخصص فالعرض بهذه الحالة اكثر من الطلب. وأشار إلى ازدياد الطلب على فنيّ البصريات والعاملين بمجال البتروكيماويات بدول الخليج العربي نظرا للنمو الذي تشهده منطقة الخليج العربي بقطاع البتروكيماويات وهي المجالات التي لا تزال تعاني من نقص فبالرغم من جهود المؤسسات التعليمية الضخمة لخلق المواءمة بين حاجات السوق ومخرجات نظام التعليم يبقى الخريج غير مؤهل بالدرجة الكافية لسد احتياجات سوق العمل. إلا ان المركز الوطني للتشغيل عكف على ان يعد الباحث عن عمل لوظيفة تتناسب واحتياجاته وذلك بإخضاع من يتم اختيارهم كموظفين ومن هم على مشارف العمل لورش عمل تكون هذه الورش بمثابة تحضير لهم لدخول سوق العمل والاستمرار فيه ورفع قدراتهم الوظيفية وحثهم على التطور بالعمل، علما بأن خدمات المركز كافة خدمات مجانية. ودعا مبيضين الباحثين عن العمل للاتجاه بأسرع وقت ممكن لأقرب مديرية عمل او لمركز التشغيل وتعبئة النماذج الخاصة بطلب التوظيف بحيث يتم إدخالها وبالتالي تحضيرهم لدخول سوق العمل لأن الباحث عن عمل هو المسؤول بالدرجة الاولى عن ايجاد فرصة عمل لنفسه وطَرق كل باب من اجل الحصول على فرصة والاطلاع على حاجات السوق بشكل مستمر.
كما طلب من شركات القطاع الخاص دعم المركز ليستمر بتحقيق نجاحاته ولكي يندفع بإنجازاته بما يخدم أبناء هذا البلد بحل اكبر مشاكلهم وهي البطالة والتي ان لم يتم القضاء عليها فإنها ستستفحل لتصبح قضية اقتصادية فاجتماعية ومن ثم أمنية وهذا ما لا نرغب ان نصل اليه.