رحلتي مع الغضب كان موضوع محاضرة استاذي الدكتور مروان كمال رئيس جامعة فيلادلفيا.. والتي اختتم بها فعاليات الورشة التدريبية التي نظمتها الجمعية الثقافية للشباب والطفولة... والذين يعرفون د. كمال يدركون كم هو هادىء وطويل البال، وربما لا يدخل الغضب الى دقائق يومه.. ذلك ان هذا الانسان مسكون بالهدوء.. فكيف يتحدث عن الغضب في حياته.. لكنه كان مسرورا وهو يقدم لعشرين شابة وشابا من طلبة الجامعات والجهات المختلفة ومضات من محطات حياته التي مرت بها لحظات غضب، لكنه كان يستوعبها منذ ان خرج من «عنبتا» باحثا عن العلم والدراسة في الولايات المتحدة الاميركية.. وقدم الدكتور كمال صورا عن التعامل اليومي الحياتي للغضب.. في الباص.. وفي محطة القطار.. وعندما يذهب الطلبة ليسجلون.. وعندما يذهب حقك.. وعندما يظلمك الظالمون..
كان الدكتور كمال يستعرض هذه الرحلة رغم قصرها في حالات الغضب وطولها في العمر الزمني.. لكنه كان يتعامل بالهدوء التام.. وعدم اتخاذ اي قرار في حالة الغضب.. وكان يستوعب الناس فتحل القضايا دون ان تكون نتائجها وبالا على الاخرين..
وعندما كانت «امل العلي» تقول عبر الجلسة الممتعة انها كبحت جماح غضبها بعد ان استمعت عبر يومين تدريبيين عن اوجاع الغضب واثاره السلبية.. كانت «ايناس عبدالعزيز» تقول ان الغضب اذا سكن النفوس فانها ستنحرف عن مسارها ويصبح الانسان لا يعرف التفكير العقلاني فيساهم في تدمير نفسه وحرقها..
الغضب يا سادة.. استجابة طبيعية للاذى والاحباط او الحرمان او الخسارة او التهديد.. واسبابه عديدة منها: شعور بالظلم من قبل الاهل او الرفاق او المدرسة او المجتمع.. وحرمان من بعض الحقوق والمزايا.. ووجود عوائق بيننا وبين تحقيق اهدافنا.. لكن قد تكون الاستجابة للغضب ضارة تحدث نتائج مدمرة في حالة عدم التعامل معه بفعالية..
في تعاملنا مع الغضب علينا ان نعمل على تهدئة النفس.. ونتفهم دوافع الغضب.. وان نتناول اي مشكلة تواجهنا بموضوعية ونحاول حلها وعدم الهروب منها.. وحتى نسيطر على الغضب علينا ان لا نغضب من اجل الاشياء التافهة، وعلينا ان نمارس الرياضة.. ونتأمل الكون.. ونذهب في نزهة قصيرة او طويلة.. ونتناول قسطا من الراحة والنوم.. او نعتني بالنباتات.. ونطالع بعض الكتب او المجلات او تستشير صديق..
واذا كانت الورشة التدريبية قد جاءت في وقتها حيث تتسم الحياة بالتوتر وضغوط العمل.. فقد كانت الاستفادة كبيرة خاصة وان المحاضرين قدموا صورا جميلة في التعامل مع الغضب.. فقد بين الدكتور محمد الحاج عبر ساعة وربع من الزمن كيف عالج الاسلام الغضب منوها الى الكثير من الاحاديث النبوية التي تحدثت حول هذا الموضوع، وقدمت الدكتورة اغادير جويحان صورة من صور التعامل مع الغضب في العمل، وعبر جلسة حوارية قدمت نماذج من رحلتها في العمل وكيف استطاعت ان تسيطر على الغضب وتكبح جماحه..
وكما قالوا الغضب نار تحرق الروح.. وعندما قال ذلك الاعرابي للرسول صلى الله عليه وسلم اوصني.. قال له: لا تغضب.. وكررها مرارا: لا تغضب.. لا تغضب..
e-mail:[email protected]