عمت اجواء من الحزن والغضب الاراضي الفلسطينية المحتلة، وشيع الغزيون، عددا من شهداء مجزرة مسيرة العودة الكبرى، و قد ارتفع عدد شهداء المجزرة إلى 62 شهيدا. كما أحيا الفلسطينيون في قطاع غزة الذكرى الـ٧٠ للنكبة الفلسطينية، بمسيرات حاشدة وغير مسبوقة، في كل مناطق ومحافظات قطاع غزة.
وأطلق الفلسطينيون على شهداء مسيرة العودة بـ» شهداء مجزرة نقل السفارة الأميركية للقدس المحتلة.
وخرج عشرات الآلاف من سكان غزة، أمس، ليودعوا شهداءهم، في واحدة من أكبر المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق المتظاهرين السلميين العُزل، المطالبين بحقهم بالعودة.
وفي ظل القلق والتنديد الدوليين عقدت جلسة طارئة لمجلس الامن حول اعمال العنف في غزة دعت اليها الكويت ودافعت خلالها سفيرة الولايات المتحدة نيكي هايلي عن إسرائيل التي قالت انها «تحلت بضبط النفس» الاثنين.
واعلن السفير الكويتي لدى الامم المتحدة منصور العتيبي ان بلاده ستقترح اليوم مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يهدف الى «تأمين حماية المدنيين» الفلسطينيين.
وعجت ثلاجات الموتى في مختلف مشافي قطاع غزة بعشرات الشهداء، وخاصة مشفى الشفاء بقلب المدينة، بينما كان الآلاف من الأهالي في حالة ترقب وغضب في الخارج ينتظرون، فمنهم من كان ينتظر شهيداً والقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، ومنهم من له مصاب ينتظر معرفة أوضاعه الصحية وطبيعة الإصابة التي تلقاها، خاصة أن قناصة الاحتلال كان يتعمدون على توجيه إصابات مميتة وقاتلة للشبان العُزل.
وطالب المشاركون الغاضبون في مراسم تشييع الشهداء، بالانتقام من الاحتلال لدماء الشهداء، كما نددوا بالمواقف العربية والإسلامية، والصمت المُريب إزاء ما يجرى من تنفيذ مبرمج لـ» صفقة القرن» من قبل الاحتلال، الذي ارتكب مجزرة في غزة ، واحتفل في آن واحد من خلال الإعلان عن افتتاح مقر السفارة الاميركية بالقدس المحتلة.
وعمّ الإضراب الشامل، جميع الأراضي الفلسطينية، حدادا على أرواح الشهداء في قطاع غزة الذين ارتقوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركتهم في مسيرة العودة على طول الحدود الشرقية للقطاع.
وشمل الإضراب كافة مناحي الحياة التجارية والتعليمية بما فيها الجامعات والمؤسسات الأهلية والحكومية والخاصة، وكذلك المصارف وكافة النقابات.
وأغلقت المحال التجارية منذ ساعات الصباح الباكر أبوابها التزامًا بالإضراب، وأعلنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، والقوى الوطنية والإسلامية الإضراب الشامل في كافة محافظات الوطن، حدادًا على أرواح شهداء «مليونية العودة».
و حذر د. يوسف أبو الريش وكيل وزارة الصحة بغزة، من خطورة الازمة التي تمر بها وزارة الصحة بفعل تفاقم ازمة نقص الادوية والمستهلكات الطبية.
كما اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين امس المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة.
وبحسب دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، فإن 56 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى خلال الفترة الصباحية، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وسط تلقيهم شروحات عن «الهيكل» المزعوم.وخلال الاقتحام، حاول مستوطنون أداء طقوس وصلوات تلمودية في المسجد الأقصى، وتحديدًا في الجهة الشرقية منه.
كما شنت قوات الاحتلال، فجر امس، حملة اعتقالات جديدة بأنحاء مختلفة بمدينة القدس طالت عشرة مواطنين، بينهم أحد حراس المسجد الأقصى وعدد من الأطفال.
وقالت مصادر مقدسية إن قوات الاحتلال اعتقلت حارس المسجد الأقصى سامر مجاهد أثناء مروره صباحا من شارع الواد بالقدس القديمة.كما اعتقلت قوات الاحتلال، حسب مركز معلومات وادي حلوة، ثلاثة أطفال من بلدة سلوان جنوب المسجد الاقصى.
على صعيد متصل تواصلت ردود الفعل الدولية المنددة بمقتل نحو 61 فلسطينيا برصاص الجيش الاسرائيلي على حدود قطاع غزة الاثنين تزامنا مع تدشين السفارة الاميركية في القدس، وعمدت بعض الدول الى استدعاء السفراء الاسرائيليين احتجاجا.
تركيا
طلبت تركيا امس من السفير الاسرائيلي في انقرة مغادرة البلاد موقتا احتجاجا على مقتل عشرات الفلسطينيين في قطاع غزة. وقال مسؤول في الخارجية التركية غداة قرار انقرة استدعاء سفيرها في تل ابيب للتشاور انه تم استدعاء السفير ايتان نائيه الى الوزارة وطلب منه «العودة الى بلاده لفترة معينة».
روسيا
أعرب الكرملين عن «اشد القلق»، وصرح المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف ان «الوضع وخصوصا مقتل عشرات من الفلسطينيين يثير اشد القلق بالتأكيد». وقال بيسكوف «إن موسكو عبرت منذ البداية عن القلق إزاء أعمال الولايات المتحدة التي يمكن أن تؤدي إلى إثارة التوتر في الشرق الاوسط».وتابع «مع الاسف هذا ما تسببت به».
الصين
دعت الصين إلى ضبط النفس «خصوصا» من جانب إسرائيل. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ إن الصين «قلقة جدا إزاء الحصيلة الكبيرة للنزاع الدامي على حدود غزة».
السعودية
رفض مجلس الوزراء السعودي الذي عقد جلسة امس برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز نقل السفارة الاميركية الى القدس، كما افادت وكالة الانباء السعودية الرسمية. ونقلت الوكالة عن بيان لمجلس الوزراء تاكيده «أن هذه الخطوة تمثل انحيازاً كبيرا ضد حقوق الشعب الفلسطيني التي كفلتها القرارات الدولية». واضافت «أن حكومة المملكة سبق أن حذرت من العواقب الخطيرة لمثل هذه الخطوة غير المبررة لما تشكله من استفزاز لمشاعر المسلمين حول العالم».
الجامعة العربية
دان الامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط «بأشد العبارات ما ترتكبه إسرائيل من مذابح في حق الفلسطينيين العزل»، واصفاً ما تقوم به بأنه «يرقى إلى مرتبة جرائم الحرب».
واضاف ابو الغيط في بيان ان «سقوط العشرات من الشهداء الفلسطينيين في مسيرات البطولة والحرية لا بد أن يحرك الضمير العالمي»، مطالبا «المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الذي اختار طريق النضال السلمي فقوبل بالبطش والعنف والقتل».
بريطانيا
ايدت الحكومة البريطانية اجراء تحقيق مستقل حول الاحداث الدامية في قطاع غزة.
وقال اليستير برت وزير الدولة لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا ردا على سؤال في البرلمان البريطاني ان «المملكة المتحدة تؤيد تحقيقا مستقلا في شأن ما حصل»، وذلك بعدما عطلت واشنطن الاثنين اصدار مجلس الامن الدولي بيانا يدعو الى تحقيق مستقل.
المانيا
اعلنت الحكومة الالمانية تأييدها اجراء تحقيق مستقل حول الاحداث في قطاع غزة، لكنها حملت حركة حماس مسؤولية المواجهات الدامية.
وصرح شتيفن سايبرت المتحدث باسم المستشارة انغيلا ميركل والحكومة «يمكنني القول باسم الحكومة الالمانية اننا نؤيد ايضا ان تلقي لجنة مستقلة الضوء على اعمال العنف والمواجهات الدامية في المنطقة الحدودية».
ايرلندا
استدعت ايرلندا السفير الاسرائيلي في دبلن زئيف بوكر للاحتجاج على مقتل عشرات الفلسطينيين.
وأعلنت وزارة الخارجية في بيان أن الوزير سايمون كوفني «استدعى السفير الإسرائيلي في إيرلندا (...) للإعراب عن صدمة إيرلندا وشجبها لمستوى أعداد الشهداء والجرحى أمس في قطاع غزة».
بلجيكا
استدعت بلجيكا السفيرة الاسرائيلية لديها اثر ادلائها بتصريحات عن قمع المتظاهرين الفلسطينيين في قطاع غزة ودعت الى تحقيق دولي تشرف عليه الامم المتحدة حول المواجهات الدامية.
الامارات
دانت الإمارات بشدة التصعيد الاسرائيلي في قطاع غزة. وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الاماراتية في بيان انها تدين وتستنكر «استخدام الاحتلال القوة المفرطة ضد الفلسطينيين العزل الذين يمارسون حقهم في التظاهر والمطالبة بحقوق مشروعة».
لبنان
كتب الرئيس اللبناني ميشال عون على حسابه على تويتر «وتستمرّ الجريمة، والحرّاس غيّاب... #فلسطين».
من جهته ابدى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري استياء لبنان الشديد من قرار نقل السفارة الاميركية الى القدس. وقال «نؤكد موقفنا الرافض لاعلان القدس عاصمة لاسرائيل» مستنكرا «هذه الخطوة الاستفزازية التي تزيد من حدة الصراع واعمال القمع والمجازر الدموية الرهيبة التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني».
ايران
طالبت ايران بمحاكمة المسؤولين الاسرائيليين باعتبارهم «مجرمي حرب» لارتكابهم «مجازر وحشية لا مثيل لها».
لجنة حقوق الانسان العربية
طالبت اللجنة العربية الدائمة لحقوق الانسان التابعة للجامعة العربية المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق في «جرائم الاحتلال الاسرائيلي».